دروس في جمع المعطيات لتحسين تجربة إصلاح الأعطال
- محمد عزيزي

في أحد الأيام، استيقظنا لنكتشف أن السخان لا يعمل. وكما تعلم، فإن الماء الساخن نعمة عظيمة، وعندما نواجه تحديات مثل الوضوء بالماء البارد، يبدأ التساؤل: هل سنعود إلى الحلول التقليدية، مثل تسخين الماء على البوتاجاز وانتظار تسخينه؟
قبل العطل، كانت حركة بسيطة مثل تحويل اتجاه مفتاح الصنبور تتيح لنا الحصول على الماء الساخن بسهولة. لكن بعد أن أصبحت هذه النعمة مألوفة، بدأنا ننسى فضلها، وننسى أن نشكر الله عليها. نسأل الله أن يعفو عنا ويغفر لنا تقصيرنا في الشكر على نعمته. هذه المشكلة تسببت في حالة من عدم الارتياح في المنزل، خصوصًا عندما تحتاج إلى استخدام الماء الساخن، سواء لغسل الأواني أو لأداء المهام اليومية مثل الوضوء والنظافة.
البحث عن حلول
الخلاصة هي أن هناك مشكلة بحاجة إلى حل: سخان الماء لا يعمل والجو بارد، وهو أمر أصبح عاجلاً. وهنا يطرح سؤال مهم: كيف نحل المشاكل بوعي أو بدون وعي؟ انتقل المشكل من العالم المادي إلى العقل، وأصبح العقل بحاجة للعثور على حل سريع. بدأنا في تجربة الحلول التقليدية التي استخدمناها سابقًا، مثل تغيير بطاريات السخان. لكن المشكلة كانت في كيفية البحث عن حل عبر الإنترنت، فبدأت أتساءل: ماذا يجب أن أكتب على الإنترنت للعثور على حل؟ بعد بعض التفكير، اكتشفت أن هناك مواضيع أخرى تتعلق بالمشكلة. قمت بتغيير البطاريات واشترينا بطاريات جديدة، وفي البداية عمل السخان قليلاً ثم توقف بعد ساعات. فكرنا في تغيير نوع البطاريات، ولكن لم نجد الحل النهائي.
دور العائلة في حل المشكلة
المهم أن العائلة بأكملها، بفضل الله، بدأت تشارك في محاولة إيجاد الحلول. كل شخص فتح ملفاته العقلية القديمة وأعاد التفكير في طرق حل المشكلة. حاولنا الاتصال بشخص كان قد قام بإصلاح السخان سابقًا، ولكن للأسف ضاع رقم هاتفه. ثم استفسرت من شخص آخر يعمل في إصلاح أجهزة مثل الطناجر والكوكتيلات، وقال لي إنه لا يعرف شخصًا يمكنه إصلاح السخان. اتصلت بلومبي، لكنه نصحني بالذهاب إلى منطقة تسمى منصور.
تجربة مختلفة مع الحرفي
أنا شخص جديد في هذه المنطقة، حيث كنت مغتربًا وعُدت مؤخرًا إلى المغرب. هذا يفتح لنا موضوعًا مهمًا يتعلق بالجالية المغربية أو المقيمين الأجانب الذين يحتاجون إلى خدمات من هذا النوع. هؤلاء الأشخاص عادةً لا يحتاجون إلى تعليم في مجال التكنولوجيا، إذ أنهم قادمون من دول متقدمة وهم مستعدون للدفع مقابل خدمات ذات جودة عالية، حتى إذا كانت الأسعار التي يعتبرها البعض مرتفعة، فإنها تعتبر معقولة بالنسبة لهم.
ههلوجدت رقم الهاتف في المحل، واتصلنا بالشخص المعني وانتظرنا قليلاً، لكنه لم يأتِ. عدت إلى المنزل وأعدت الاتصال به مرة أخرى. شرحت له المشاكل التي واجهتها والحلول التي جربتها، لكنها لم تنجح. اقترح علي أن أحضر السخان إليه للفحص.
التجربة في إصلاح السخان
فككت السخان، وهي عملية بسيطة لكنها تتطلب بعض الاحتياطات، مثل إغلاق جميع القنوات المتصلة به، كالبوتاجاز ومصدر الماء. أخذت السخان إليه، رغم بعض المخاوف مثل الخوف من الشماتة أو الانتقاد. هذه الأمور ليست من صفات المؤمنين، لكنني أعلم أن الأصل هو أن يتوكل الإنسان على الله في كل أموره، ويدعو أن يسخّر له جنود السماوات والأرض.
إذا قدّر الله شيئًا، فذلك لحكمة. حكمة الله محيطة بكل الاحتمالات والتصورات، فهو خالق الكون، سبحانه وتعالى، والمسيطر على جميع المتغيرات. وكما ورد في القرآن الكريم: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا” [الإسراء: 85]. لذا علينا أن نطلب المزيد من العلم بالدعاء: “وقل رب زدني علمًا” [طه: 114].
في الوقت نفسه، سألنا الجيران، الذين اقترحوا أن نتوجه إلى صاحب الدكان الذي نتعامل معه، لأنه يعرف شخصًا يمكنه مساعدتنا. مثل هذه العلاقات المجتمعية تعد مصدرًا غنيًا للمعلومات في المجتمع المغربي، وتعكس أهمية التواصل والتعاون، حيث يمكن أن يكون شخص مثل صاحب الدكان بمثابة سفير لمختلف العلامات التجارية أو مصدرًا لحلول مبتكرة.
دروس من التجربة
قررت أخذ السخان إلى الحرفي المتخصص في إصلاحه. شرحت له المشكلة وذكرت احتمالات مثل الحاجة إلى تغيير جزء معين أو تنظيف السخان. لم تكن المشكلة واضحة تمامًا، وبخصوص التكلفة، أخبرني أن السعر يتراوح بين 100 و140 درهم. لم أرد التفاوض معه كثيرًا، إذ كان هدفي فهم المشكلة وإجراء دراسة للحالة، لعل الله يفتح لي أفقًا لحل مشاكل مشابهة في الأسواق المغربية.
اتفقنا أن أعود في اليوم التالي صباحًا حوالي الساعة 11. أخذ رقمي وكتبه على السخان. في اليوم التالي، اتصل بي في وقت غير محدد تقريبًا، وأخبرني أنه سيكون في المحل حتى الثانية ظهرًا قبل أن يذهب للغداء. قمت بحساب الوقت في عقلي ووجدت أنه لن يكفي، فسألته عن موعد عودته وأخبرني أن يكون بعد الساعة الثالثة أو الثالثة والربع. ذهبت في الوقت المحدد، وانتظرت حوالي ربع ساعة إضافية حتى وصل.
كان هناك شخصان في الانتظار قبلي. عندما جاء دوري، قام الحرفي بتجربة السخان، واشتغل السخان بنجاح. للأسف، لم أستفسر منه عما قام به تحديدًا: هل نظّفه أم غيّر إحدى القطع؟ وكان هذا خطأً من ناحيتي، لأنه من الضروري أن يفهم العميل الحلول التي يتم تنفيذها. أثناء العمل، لاحظت أنه نسي برغيًا ليس من السخان الخاص بي، ونبهته لذلك. أخبرني أنه لم ينسه عمدًا، وربما كان يمتحنني، لكنني لست متأكدًا.
مشاكل الفكة ودروس إضافية
سألته عن التكلفة فأخبرني أنها 130 درهم. أعطيته 150 درهم، لكن ظهرت مشكلة الفكة. حاول الحصول على الفكة من الشخصين الموجودين، دون جدوى، فذهب وعاد بالفكة. هذه مشكلة شائعة في المعاملات النقدية، حيث يصعب أحيانًا الحصول على الفكة، وهي مشكلة ربما تحتاج إلى حلول مبتكرة مثل إنشاء خدمات متخصصة لذلك.
عودة المشكلة مجددًا
أخذت السخان وعُدت إلى المنزل، واشتغل السخان بشكل جيد. لكن في اليوم التالي، توقّف عن العمل مجددًا. حاولت إصلاحه دون جدوى، فاضطررت للاتصال بالحرفي مرة أخرى. حددنا موعدًا وجاء إلى البيت في صباح اليوم التالي. بعد الفحص، وجد أن المشكلة في أن البوتاجاز عندما ينفد يترك زيتًا يسد أنبوب الغاز. قام بتنظيف الأنبوب وإصلاح المشكلة.
سألته عن السعر هذه المرة، فأخبرني أن أدفع ما أراه مناسبًا. أعطيته 30 درهمًا لأنني كنت أملك فكة محدودة. لاحقًا، عادت المشكلة بعد ساعات قليلة. جربت تنظيف الأنبوب بقطعة قماش، واشتغل السخان مجددًا. لكن فكرة تغيير الأنبوب بالكامل بدت معقدة لأنه مثبت داخل الحائط، وقد يتطلب ذلك تدخل متخصص.
خاتمة
هذه التجربة تعكس واقع التعامل مع الخدمات في السوق المغربي، حيث تتداخل مهارات الحرفيين مع ضرورة فهم الزبائن لمشاكلهم. الأهم هو تعزيز روح التعاون والبحث عن حلول فعالة تخدم الجميع.